لغات الحب الخمسة

نستخدم ذكائنا العاطفي لاكتشاف الأساليب المناسبة وفهمها لمعرفة كيفية التعبير عن الحب للآخرين، مما يؤدي إلى الشعور بالحب والتفاهم والرضا والسعادة . لغة الحب هي الشيء الذي تقوم به؛ فيُحدث أبلغ الأثر في نفسية مَن تحب ويجعل الطرف المقابل يستشعر الحب، ومن ثَمّ يمتلئ خزان العاطفة والحب لديه ويدفعه نحو النجاح والانجاز، فالحب هو المحرك والدافع لتطور الأفراد ومواصلة السعي لتحقيق أحلامهم.

ينبع اهتمامنا باكتشاف هذه اللغة من أهمية الأشخاص في حياتنا، لذلك نبحث غالباً عن طريقة التعبير المناسبة، فكلٌّ مِنّا له لغة عندما يتحدث بها الطرف الآخر يشعرُ أنّه محبوب.  ولكنّ المشكلة أنه عندما يريدُ أنْ يعبّر لغيره عن حبه فإنّه يتحدث لغته هو، ويغفل تمامًا أن الشيء الذي يُشْعِره أنه محبوب ليس بالضرورة أن يُحدث نفس الأثر مع الآخرين.

إذا كنا نريد أن نتواصل بشكل فعال؛ فينبغي أن نتعلم اللغة التي يتحدث بها الأشخاص الذين نريد أن نتواصل معهم فاكتشاف لغة الحب وفهمها يلعب دوراً كبيراً في معرفة كيفية التعبير عن الحب للآخرين، مما يؤدي إلى الشعور بالتفاهم والرضا والسعادة .

من هنا جاءت فكرة كتاب :لغات الحب الخمسة، لمؤلفه جاري تشابمان، الذي تطرق إلى العديد من الأمور المهمة التي تتعلق بالحب وتحدّث عن هذه اللغات وشرحها، بالإضافة إلى ذكر بعض الأمثلة والقصص للتوضيح بشكل مختصر، ووضع المبادئ والوسائل التي تسهل فهم ما يحتاجه الطرف الآخر.

يمكن تصنيف لغات الحب  إلى خمس لغات، يمارسها ويتواصل بها الأشخاص مع بعضهم على اختلاف طبيعة علاقاتهم كصداقة أو زواج أو عائلة، فالحب ليس محصوراً على العشق والعشّاق كما يظن البعض، الحب الحقيقي للجميع وهو الذي يجمع بين العقل والعاطفة.

لغة الحب الأولى هي الكلمات المشجعة والاطراء والثناء، إن إظهار التقدير والثناء على الأمور التي يقوم بها الآخرون يساهم بملئ خزان العاطفة والحب لديهم.

كما ويعتبر تكريس الوقت من لغات الحب المهمة، أن يخصص الشخص وقتا خاصاً لمن يحبهم ويمنحهم كامل الانتباه، وهو ما يُعرف بجودة الوقت، حيث يساهم هذا الوقت في تعزيز روابط التفاهم والطمأنينة ويساهم في دفعنا للأمام نحو مزيد من الحب والانجاز والنجاح.

أما تبادل الهدايا فتعتبر لغةٌ أساسية من لغات الحب، ومن المعروف أن تقديم الهدايا للطرف الآخر تعد طريقة جميلة من طرق التعبير عن الحب، حتى أن الرسول الكريم قال : تهادوا، تحابوا.

اللغة الرابعة للحب هي القيام بالأعمال الخدمية، قد تكون هذه الأعمال من ضمن الأعمال المنزلية العادية، أو أن تكون أموراً تقوم بها في العمل أو مع الأصدقاء، وهنالك من يظهر حبّه من خلال أعمال تطوعية للمجتمع ليظهر امتنانه وحبّه ويساهم في الإنجاز .

وآخراً تأتي لغة التواصل الجسدي كلغة مهمة في أظهار الحب والتعبير عنه، إن التواصل الجسدي كفيل بخلق حالة من الترابط والتبادل الطاقي لطاقة الحب بين الأطراف. احتضان الأم لأطفالها، تشابك أيدي الأصدقاء ، العلاقات الزوجية كلها أمثلة على التواصل الجسدي الذي يقوي أواصر الحب.

إن معرفة لغات الحب للشخص وفهمها تحدث تأثيراً كبيراً في سلوكه وتصرفاته، فالتعبير عن الحب باللغة المناسبة يصنع جو موفق في علاقاتنا مما يجعلها ناجحة ويجعل التعامل بين الطرفين مرن وناجح. نحن نحتاج الأمن والأمان والثقة ونحتاج أن نشعر بأهميتنا في حياة الطرف الآخر، والحب الصادق يجمع كل تلك الأمور.

تذكر أن الحب طاقة نور تشع بها روحك وتمر من خلالك، لا تحتفظ بها لنفسك، بل انشر الحب.