برمجة المشاعر والمصالح العالمية

برمجة المشاعر والمصالح العالمية إنه من الواضح لدى الجميع عند التحدث عن المشاعر  مقدار أهميتها ومدى تأثيرها على حياة الفرد وكيف يمكن أن ترتقي به روحياً وجسدياً وترتفع بوعيه مانحة إياه حياةً تفيض بالسلام والعطاء، ولكن لا يخفى على الجميع أيضاً أنّ هنالك قوى تعمل في الظلام تسعى إلى برمجتها واستخدامها كسلاح قوي ضد البشرية، باعتبارها  المحرك الأساسي التي تقوم عليه الأنشطة البشرية بكل أشكالها وتجلياتها، لذلك فهي في مخططاتهم تعتبر من أهم الأسلحة التي يسعون جاهدين للإستحواذ عليها وبرمجتها بشكل مستمر وتوجيهها فيما يخدم مصالحهم، فيلجأون لتشويه صورة الوعي ومساراته والمعاني السامية للمشاعر الحقيقية وأصلها وجذرها و تحويل هذه النسخة المشوهة إلى أجندات تخدمهم وتخدم مصالحهم في الدرجة الأولى رغم إدّعاءاتهم المستمرة بعملهم لخدمة البشرية. لاحظنا مؤخراً بروز الصراع بشكل واضح بين هذه القوى  وبين الفاعلين في مجال الوعي البشري الحقيقي وكل من ينادي برفع مستواه، حيث تظافر العاملون في مجال الوعي البشري وقاموا بخلق بيئة وعي أعلى من السابق توازياً مع طاقة الأرض المرتفعة حالياً. تدرك قوى الظلام ما للتحرر المشاعري من دور كبير بارتفاع الوعي والذي سينعكس سلباً على مخططاتهم ومصالحهم  لذلك يتم محاربة هذا المستوى من الوعي والفاعلين فيه بشتى الطرق، بتشويه معنى الحب والكره والعبث كثيراً بمستويات الخوف ودرجاته، فهم يدركون تماماً أهمية المشاعر ومعناها الحقيقي وقوتها في حال كانت نابعة من المصدر ويملكون الفهم العميق والوسائل الكفيلة ببرمجتها على المستوى الجمعي. منذُ القِدَم تنادي الفلسفات والمشتغلون في مجال الوعي بحب الذات وتطويرها والعودة إلى كينونة الحب بصورته النقية قبل أن يتم تشويهه بالبرمجيات والمصالح الخبيثة على مدى سنين عديدة، فالوعي وتطوير الذات يَصُب  تركيزه على المشاعر، حيث كل شيء يبدأ من الداخل بحثاً عن مصدر الحب الذي تم طمره بطبقات وبرمجيات الحياة وتكيّفاتها، نبحث عن طريق العودة إلى المصدر والأصل والفطرة، وهذه من أصعب المهام وأهمِّها التي ينادي بها كل من هو مهتم بالوعي، فالمشاعر مستويات وطبقات. ولأن الوعي سيوضح حقيقة المشاعر يتم محاربته وطمسه وتُبذل كل المحاولات لتدمير مفهومه وماهيته وتهميشه على أنه علم زائف ولا أصل له مع أنّ العلماء يَجْرون الدراسات والأبحاث لتأصيل هذا العلم على مستوى الدراسات البحثية والتجارب السريرية. تحتاج المشاعر الكثير منّا لفهم حقيقتها حيث أنّها تبدو معقدة لدى الكثيرين وتم تعقيدها أكثر على مرّ العصور  من خلال طمس الهوية البشرية القائمة على الحرية. حتى  يومنا هذا   تقوم قوى الظلام العظمى عبر جهد دؤوب بتحويلنا تدريجياً إلى شبه آلات  ودمى متحركة بأنظمة فكرية معينة وإدخال المشاعر المبرمجة عن طريق هذه الأفكار والنظريات  كي يتحول البشر إلى آلات استهلاكية  تتسم بالسعي المحموم نحو المادية والمركزية الفردية والبُعد كل البُعد عن الجانب الروحي الذي يؤدي بدورِه إلى فهم المشاعر من خلال اتصالنا بأرواحنا وخالقها مصدر طاقة الكون. لا يخفى على الجميع ذلك التخبط الذي  يحدث كثيراً الآن بتوجيه العالم عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل التي يتحكمون بها نحو التفكك أكثر فأكثر والابتعاد عن مصادرهم الروحية وتهميش دورهم في المجتمع وآرائهم مع تنميط مفاهيم الحياة والحرية الفكرية، وصقل الفرد بمفهوم الاحتياج الدائم ورسم طريق محدد للحصول على المال وأبسط حقوق البشرية للعيش الكريم. كل ذلك يقومون به عبر خطوات وحركات مدروسة حتى يسهل التحكم بالجنس البشري بما يخدم مصالحهم العالمية. من هنا تنبع أهمية الدعوة إلى التركيز بشكل أكبر على فهم المشاعر التي نمر بها، والتسليم بها بجعلها تمر من خلال التجارب. نركز مع شعور الخوف الذي يتملك أغلبنا حالياً والذي أدّى إلى تقليص تحركاتنا و تعطيل كل الفعاليات التي تؤدي إلى تطويرنا روحياً وعملياً، علينا أن نُدرك تفاصيل المشاعر وأدقها وأصغرها والامتنان لها ولمصدرها نحو التسليم لفتح آفاق مشاعرية جديدة والقيام بعمليات تنظيف تخلصنا من كم المشاعر الزائفة المرتبطة بأفكار ليست من الواقع ولكن تم غرسها وبرمجتها في عقولنا. عليكَ أن تكون مدركاً أنّ كل شيء يبدأ من داخلك ، لذلك إبحث هناك ولا تسمح لهم بخداعك من خلال البرمجات والإيحاءات. تذكر جيداً أنّك  تملك كل الحق في التحليق في سماء الحب والحرية بأجنحة الوعي، فلا تسمح لأحد باقتلاع هذه الأجنحة وحرمانك من سماء كاملة.