حمل الفرد هويته منذ بداية تكوينه ونشأته ثم يمضي قدما في رحلته في هذه الحياة، متسلحاً بأهدافه وخططه ساعياً لإكتشاف ذاته وشغفه ورسالته، سالكاً طريقاً إختارها بقوة نواياه، مدفوعاً بالكثير من الأسباب والمحفزات للمضي قدماً في كل يومٍ جديد بآمالٍ جديدة ونوايا جديدة تأخذه للعمق أكثر فأكثر على الرغم أنَّ إدراكه للأحداث غالباً ليس بنفس مستوى ذلك العمق، لكنّ مجريات الحياة تأخذه في ثناياها؛ فمنهم من قد يدقق في التفاصيل، بينما هنالك مَن يدع الحياة تمضي كما هي دون أدنى التفاتٍ أو تحليل.
يبدأ إصرارنا على الحياة عند إكتشاف شغفنا الذي يحمل في طيّاته رسالتنا في هذا الكون. إنّ عدم القدرة على اكتشاف الشغف في الحياة يقود إلى فقدان التركيز والتشتت الذهني، مبطئاً من مسيرة التقدم، فاتحاً الطريق لتسلل اليأس والإستسلام، حيث يبدأ الشعور بالملل من أبسط الأشياء وتتوقف كل المحفزات الداخلية الباعثة لروح الإستمرار.
إنّ الروتين الذي أصبح يهاجم حياتنا في كل مفاصلها ونواحيها كفيلٌ بأن يمارس سطوته على البعض، ويفرض حالة من التفكير الخطي أحادي الإتجاه، مجهول النهاية والأبعاد، مما قد يسبب شعوراً بالإحباط والإكتئاب يسوق نحو السقوط في هاوية إنعدام المشاعر أو بلادتها؛ حيث يذبل فينا كل شيء .