الإيجابية والواقع في عام 2020

قبيل بداية هذا العام امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الاستعداد النفسي لقادم أيامه لما يتوقع  فيها من تغيرات ومواجهات،فبرزت عبارات “عام التحديات والمواجهات وكشف الحقائق” و “استعد حيث سيبقى الاقوى هنا” وإلى غير ذلك من العبارات والكلمات المحفزة للمواجهة والاستعداد.

وما ان بدأ هذا العام حتى صدقت التوقعات  فتوالت المفاجآت واحدة تلو الأخرى وتراجعت كل المستويات على الصعيد الصحي والنفسي والمادي مع تصاعد ملحوظ للوعي العام، مما أفرز حالة من الجدل والصراع حيث تعالت وجهات النظر وكثرت التحليلات والآراء في حقيقة مبهمة للجميع بين مؤيد ومعارض لما يحدث وكلٌ حسب قناعاته وخوفه وارتباكه. بينما في الحقيقة؛ ما كان يقصد بالبقاء للأقوى هو الأقوى نفسياً وعالي الوعي، حيث يدرك تماماً مجريات الحياة بين صعود وهبوط ويملك مهارة التعامل معها، لا يربكه الخوف كثيراً ويعرف خطواته جيداً ويؤمن بنفسه وآراءه ثابتة، وموقن بخروجه من هذه الأزمة.

للأسف لا يزال العديد يحارب مفكري ومطوري الوعي والبعض يتجرأ ليتهم هذا الحقل المعرفي بالعلم الزائف والهراء، على الرغم من أنها فرع عن علم تقع العديد من الحقائق خلف مقارباته ونظرياته التي لا طائل ولا جدوى من إنكارها.

 

اما من زاويتي، فانا  أرى انه عام كشف الحقائق، ظَهر كل شيء على السطح على مرأى الجميع. قد يتسائل البعض أذا كان الأمر بهذا الوضوح، فلماذا كل هذا الارتباك؟ يتلاشى هذا التساؤل أذا أقررنا بحقيقة أنه  ليس لدينا جميعاً نفس مستوى النظر، ولسنا جميعاً على نفس مستوى التفكير والوعي لرؤية الامور بهذا الوضوح، لذلك نرى البعض يتخبط في الاحداث هنا وهناك ويتبع اي رأي يقرأه امامه ويتداوله الناس، اما الواعي القادر على تفسير ما يحدث حتى وان كان يجهل ما وراء الحدث احياناً  فهو يبحث ويقرأ ولا يقف عند كل خبر يتم تناقله ويصدقه بشكل اعمى

إن التركيز بشكل اساسي على رفع مناعة الجسم بدعم نفسي وروحي هو حجر الزاوية في خلق الشخصية الواعية القوية نفسياً، فالخوف يضعفنا وينهشنا من الداخل ويقلل من مناعتنا على المستوى الفكري والنفسي والجسدي، فعلى الرغم أن  الأزمات لا تدوم طوال الحياة، فإن آثارها النفسية قد  تدوم طويلاً بعد الأزمة

لذلك انتبه جيداً لأفكارك، لكل ما يدور حولك، لما تسمع، لما تصدق والى كل ما يعلق في ذهنك وعقلك اللاواعي وتستمر الحياة للأفضل من هنا