قبيل بداية هذا العام امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الاستعداد النفسي لقادم أيامه لما يتوقع فيها من تغيرات ومواجهات،فبرزت عبارات “عام التحديات والمواجهات وكشف الحقائق” و “استعد حيث سيبقى الاقوى هنا” وإلى غير ذلك من العبارات والكلمات المحفزة للمواجهة والاستعداد.
وما ان بدأ هذا العام حتى صدقت التوقعات فتوالت المفاجآت واحدة تلو الأخرى وتراجعت كل المستويات على الصعيد الصحي والنفسي والمادي مع تصاعد ملحوظ للوعي العام، مما أفرز حالة من الجدل والصراع حيث تعالت وجهات النظر وكثرت التحليلات والآراء في حقيقة مبهمة للجميع بين مؤيد ومعارض لما يحدث وكلٌ حسب قناعاته وخوفه وارتباكه. بينما في الحقيقة؛ ما كان يقصد بالبقاء للأقوى هو الأقوى نفسياً وعالي الوعي، حيث يدرك تماماً مجريات الحياة بين صعود وهبوط ويملك مهارة التعامل معها، لا يربكه الخوف كثيراً ويعرف خطواته جيداً ويؤمن بنفسه وآراءه ثابتة، وموقن بخروجه من هذه الأزمة.
للأسف لا يزال العديد يحارب مفكري ومطوري الوعي والبعض يتجرأ ليتهم هذا الحقل المعرفي بالعلم الزائف والهراء، على الرغم من أنها فرع عن علم تقع العديد من الحقائق خلف مقارباته ونظرياته التي لا طائل ولا جدوى من إنكارها.