بما لا شك فيه أن جميع الكلمات في عالمنا لها تأثير طاقي معين وذلك يعتمد على مستوى إدراكنا ووعينا للكلمة ومعناها في العمق.
يحدث أن تقرأ جملة وتشعر كأنها رسالة لك أنت تحديداً وكأن شيئاً ما يخاطبك وينبهك لخطوة ما أو مرحلة جديدة في حياتك، يختلف بذلك التوقيت الذي نقرأ او نسمع به هذه الكلمات وطاقة استقبالنا لها. لذلك وَقْع الكلمات علينا يختلف من وقت لآخر و من شخص لآخر.
من ناحية أخرى أحيانا لا تؤثر بنا الكلمات كما يجب، أي أن طاقة الكلمة لم تصل إلينا بقيمتها المطلوبة ويعود السبب إلى أنّ طاقة استقبال الشخص قد تكون أقل من طاقة المعلومة وليس على جاهزية لجعلها تتجلى في عالمنا حتى وإن كانت معلومة تحمل لنا فائدة ومهمة لحياتنا.
في المقابل لاحظ عندما يكن هناك تبادل طاقي بينك وبين شخص ما كيف أن لكلماته وَقعْ وأثر مُختلف عليك، وأيضاً عندما نقرأ القرآن أو الأدعية، فنحن حتماً لا نقرأها جميعاً بنفس الإدراك ولا تتجلى في عالمنا بنفس المستوى تبعاً لإختلاف طاقة القارئ ومستوى توافقه مع طاقة تلك النصوص الروحية.
لذلك علينا دائماً العمل على داخلنا الذاتية وإحداث عملية التشافي المطلوبة حتى يرتفع مستوى طاقتنا نتيجة لارتفاع وعينا ونكون قادرين بالتالي على فهم الرسائل التي تحملها النصوص أياً كانت طبيعتها من إشارات ورسائل تنير بصيرتنا وتتجلّى في واقعنا.
إن مجرد إتقان عملية القراءة أو الاستماع هو مهارة غير كافية وإن كانت ضرورية لإحداث النقلة النوعية في حياتك من خلال النصوص، إذ لو كان الأمر كذلك لكان باستطاعة طفل في العاشرة من عمره أن يحقق نفس الفهم الذي يمكن أن حققه قارئ متمرس، ولكان بإمكان من هو في درجات منخفضة من سلم الوعي أن يرتقي إلى أعلى مراحل التنوير بمجرد قرائته كتب عن التنوير !
ولكن ما هكذا تحدث الأمور، فالمسألة استعداد داخلي من الشخص القارئ، استعداد يتم العمل عليه بشكل تراكمي من خلال الممارسة الفعلية للحياة التي يريد الوصول اليها ومن خلال الكثير من التأمل والاستبطان الذاتي وعمليات التنظيف ليسمح لمسارات الطاقة بداخله أن تتحرر ويزيد منسوبها كلما كانت تقترب من المصدر، حينها فقط سيتمكن من إدراك طاقة الكلمات لإنها ستكون انعكاساً حقيقياً لما بداخله ومتناسقة مع مستوى طاقته.
تذكر دائماً أنك كلما اتصلت مع داخلك وسمحت لكل مسارات الطاقة بالتحرر فأنت تتصل وتتناغم بشكل تلقائي مع طاقة الحياة وخالقها فتتجلى الإشارات المحمولة بطاقة الكلمات واقعاً متجسداً في حياتك.